У нас вы можете посмотреть бесплатно البكاؤون - الشيخ خالد الراشد или скачать в максимальном доступном качестве, видео которое было загружено на ютуб. Для загрузки выберите вариант из формы ниже:
Если кнопки скачивания не
загрузились
НАЖМИТЕ ЗДЕСЬ или обновите страницу
Если возникают проблемы со скачиванием видео, пожалуйста напишите в поддержку по адресу внизу
страницы.
Спасибо за использование сервиса ClipSaver.ru
البكاء من خشية الله عبادة تفتح أبواب الرحمة. إنّ للبكاء مكانةً عظيمة في ديننا، فهو ليس ضعفًا أو انكسارًا، بل هو دليل حياة القلب ورقّته، وارتباطه بخالقه جلّ وعلا. فحين تفيض الدموع من خشية الله، فإنّها تطهّر القلب وتغسل الذنب، وتفتح للعبد باب الرحمة والمغفرة. قال الله تعالى: ﴿إِذَا سَمِعُوا آيَاتِهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾، وقال سبحانه: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾، وقال رسول الله ﷺ: «لا يلج النارَ رجلٌ بكى من خشية الله». ورُوي عن داود عليه السلام أنه قال: «إلهي، ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجنتيه؟» فقال الله تعالى: «جزاءه أن أؤمِّن وجهه يوم الفزع الأكبر». فالبكاء من خشية الله عبادة عظيمة تعبّر عن صدق الإيمان، وتفتح باب الرحمة، وتزيد القلب لينًا وخشوعًا. وللبكاء أنواعٌ وأسباب، فمنه بكاء الفقد على الأحبة، وبكاء الحزن والخسارة، وبكاء الخشية والرجاء خوفًا من الله وطمعًا في مغفرته، وبكاء الشوق حبًّا لرسول الله ﷺ. وقد كان للسلف الصالح نصيب عظيم من الدموع الخاشعة، فبكت أم أيمن رضي الله عنها بعد وفاة النبي ﷺ خوفًا على الأمة، وبكى أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما من خشية الله، وكان الأوزاعي في صلاته يُسمع له نشيجٌ من البكاء، وقالت عائشة رضي الله عنها عن أبي بكر: «إنه رجل رقيق القلب سريع البكاء». وقد وصف عبد الله بن الشِّختير رضي الله عنه حال النبي ﷺ فقال: «أتيتُ رسول الله ﷺ وهو يصلّي ولجوفه أزيز من البكاء». فهكذا كانت قلوب العارفين، تبكي من الخشية حبًّا ووجلًا، وتستحي من ربها في السر والعلن. وقال ابن القيم رحمه الله: «من لم يتقطع قلبه في الدنيا على ما فرّط، تقطّع في الآخرة». وقال يزيد الرقاشي: «إذا لم تبكِ على ذنبك، فمن يبكي لك بعدك؟» إنّ الدموع الصادقة عبادةٌ تُقرّب العبد من ربه، وتُلين القلوب القاسية، وتُحيي في النفس شعور الخوف والرجاء، فهي ليست مجرّد قطرات، بل رسائل بين العبد وربّه، تعبير عن ندمٍ وتوبةٍ وشوقٍ وولاء. فلنحرص على أن تكون دموعنا لله، دموع خشيةٍ وإنابة، لا دموع ضعفٍ ويأس، ولنجعلها سبيلًا إلى التوبة والرحمة. اللهم اجعلنا من الذين إذا ذُكرت آياتك خشعت قلوبهم ودمعت أعينهم، وقرّبنا إليك برحمتك، واغفر لنا ذنوبنا، وأمّن وجوهنا يوم الفزع الأكبر، وارضَ عنّا برضاك، يا أرحم الراحمين.