У нас вы можете посмотреть бесплатно ١٠-حفظ القلب عما يحول بينه وبين الله | الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله تعالى | ابن القيم رحمه الله или скачать в максимальном доступном качестве, видео которое было загружено на ютуб. Для загрузки выберите вариант из формы ниже:
Если кнопки скачивания не
загрузились
НАЖМИТЕ ЗДЕСЬ или обновите страницу
Если возникают проблемы со скачиванием видео, пожалуйста напишите в поддержку по адресу внизу
страницы.
Спасибо за использование сервиса ClipSaver.ru
في هذه الحلقة من شرح الأسباب الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله تعالى والتي ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين، نتناول السبب العاشر والأخير، وهو: «مباعدة القلب عن كل سبب يحول بينه وبين الله عز وجل» حفظ القلب من الاعتقادات الفاسدة. حفظ الجوارح من الذنوب، فإنها تؤثر في القلب. حفظ القلب من النيات الفاسدة. خرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»، فالقلب هو الذي عليه المعول، قال الله تعالى: «يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)»، الشعراء. فالحساب يوم القيامة يكون على ما في القلوب، قال الله تعالى: «أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠)»، العاديات. وهنا خطأ يقع فيه كثير من الناس، حين يسمعون أن الحساب يوم القيامة يكون على ما في القلوب، يظنون أن الأعمال لا مدخل لها في الحساب، وهذا خطأ كبير. فقد سبق الحديث السابق: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»، فالله ينظر إلى الأعمال، ويحاسب عليها بلا شك، قال تعالى: «إِنَّما تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧)»، التحريم. لكن جاء التأكيد على ما في القلب لأنه محل الاعتقادات والنيات، فالاعتقاد والنية هما أساس العمل، فإذا صلحا صلح العمل، وإذا فسدا فسد العمل. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»، متفق عليه. فالقلب أساس العمل، ولذلك ينبغي على المؤمن أن يحافظ على قلبه أشد المحافظة، وذلك يكون بأمور: أولا: العلم النافع، وهو الذي يبني في القلب الاعتقاد السليم، الذي تنطلق منه الأعمال، فالقلب الممتلئ بمحبة الله وتعظيمه، لا يتوجه إلى غيره سبحانه، ولا يخشى غيره، ولا يرجو غيره. أما إذا ملئ القلب بالدنيا، أو بمحبة الأشخاص محبة غير شرعية، إما لأجل الجمال الظاهر، وإما لأجل التعظيم البدعي الخاطئ، فإنه يفسد. ولذلك تجد محبي الدنيا يتوسلون إليها بكل الوسائل، حلالا كانت أو حراما. ومحبي النساء يبذلون لأجلهن دينهم ودنياهم، ويقعون في محرمات شتى، لأجل الحصول على مرادهم، وكذلك محبي الشهوات. ومن هذا من يحب المعظم من الناس تعظيما غير شرعي، تجد هؤلاء يوجهون إليهم الدعوات والرجاء والرغبة، مما لا يجوز إلا لله وحده سبحانه. بينما الذي امتلأ قلبه بالله وحده لا شريك له، لا يوجه رغبته ورهبته ودعاءه وعبادته إلا لله وحده سبحانه. فأعمال الجوارح نابعة مما استقر في القلوب، ولذلك كان تصحيح الاعتقادات من أولى ما اهتم به الإسلام، فكانت أركان الإيمان الستة هي أساس الاعتقاد، ومن فهمها فهما صحيحا استقامت أعماله على ما يحبه الله تعالى، فكلما تعلمت هذه الأركان، ووقر ذلك العلم في قلبك، استقام قلبك وعملك لله تعالى. أما الأمر الثاني الذي ينبغي أن تحفظ قلبك به، هو ترك المعاصي، فإنها تفسد القلب، كما أن الطاعة تصلحه، خرج مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تُعرضُ الفتُن على القلوبِ كالحصيرِ عوداً عوداً، فأيُّ قلبٍ أُشرِبها نُكتَ فيه نكتةٌ سوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنكرها نُكت فيه نُكتةٌ بيضاءُ. حتَّى تصيرَ على قلبين، على أبيضَ مثل الصَّفا … … وهو الحجر الأملس الصلد الذي لا تدخله فتنة … … فلا تَضرُّه فتنةٌ ما دامت السماواتُ والأرضث، والآخرُ أسود مربادَّا، كالكوزِ مُجَخِّيا … … أي كالإناء المنكوس الذي لا يستقر فيه خير … … لا يعرفُ معروفاً ولا يُنكرُ منكراً، إلا ما أُشربَ من مُراده». فهذان أمران تحفظ قلبك بهما: الاعتقاد الصالح، وترك الذنوب ما ظهر منها وما بطن، أما الأمر الثالث فتصحيح النيات. فإن الإنسان قد يكون حسن الاعتقاد، وعمله في الظاهر حسن، لكن يغلبه الرياء وحب الظهور، وهي فتنة هذه الأمة نسأل الله السلامة والعافية، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول النَّاسِ يُقضى يومَ القيامة عليه رجلٌ استُشهِد، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرَفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتَّى استُشهدتُ، قال: كذبت … … كذب في قوله: «قاتلت فيك»، فإن عمله لم يكن خالصا، ولذلك قال: «ولكنَّك قاتلتَ لأن يُقال: جريء، فقد قيل، ثُمَّ أُمر به فسُحب على وجهِهِ حتَّى أُلقيَ في النَّار». ثم ذكر مثل ذلك في قارئ القرآن وهو العالم، والمنفق في سبيل الله، فهؤلاء الثلاثة أعمالهم من أفضل الأعمال، لكن أُتوا من باب النية، فكانوا يريدون الشهرة، فأحبط الله أعمالهم وأُمر بهم إلى النار، نسأل الله السلامة والعافية. والمقصود أخي الحبيب أختي الحبيبة، أنه ينبغي على المؤمن أن يحمي قلبه لربه سبحانه وتعالى، ولا يسمح لأي شيء قد يعكر عليه المحبة أن يدخل قلبه، وأعظم ذلك أمور ثلاثة: حماية القلب من الاعتقادات الخاطئة، ومن الأعمال السيئة، ومن النيات الفاسدة. أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يحبهم الله ويحبونه، وهذا آخر هذه السلسلة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم/ محمد خليفة البوسعيدي