حقائق جديدة عن تناقص وهجرة وحماية القميري "طير القمري" - الصيد ليس السبب الأول للمشكلة! скачать в хорошем качестве

حقائق جديدة عن تناقص وهجرة وحماية القميري "طير القمري" - الصيد ليس السبب الأول للمشكلة!

تتصاعد مشكلة تناقص طير القمري المهاجر في طبيعته البرية في العديد من دول استقراره وانتشاره وهجرته، إلى حد بلغ أن أربع منظمات معنية بشأن الطيور وسلامة بيئاتها في بريطانيا تعمل على مبادرة تسعى إلى الحد من مشكلة تناقص هذا الطير الجميل الذي واجه صيدا جائرا من صيادين في دول أوروبية وأفريقية وآسيوية ودول عربية، لأن القمري مطلوب ومرغوب جدا في مواسم الصيد إلى درجة أنه يحتل المرتبة الأولى من بين الطيور التي يستهدفها الصيادون في السعودية ودول أخرى في المنطقة. وقد قمت باستقصاء مشكلة تناقص صيد القمري وحلولها، وسوف ألخص ما وصلت إليه من معلومات حديثة في هذا الفيديو الذي أخترت له أفضل المشاهد التي صورتها للقمري في حياته البرية ومنها طريقة تفريخه ورعاية صغاره. أشير إلى أن خبراء في الصيد يرون أن لحم هذا الطير الأنيق هو الألذ، وأن صيدَه هو الأكثر إغراء من بين كل أنواع الطيور المهاجرة بينما تطرح أخيرا منظمات معنية بالحفاظ على الطيور مشكلة شدة تناقصه المتزايد علما بأنه سُجّل في القائمة الحمراء لدى منظمة IUCN في أغسطس عام 2015 تحت تصنيف “معرض للانقراض”. ومما يظهر للباحث أن مشكلة التناقص قد لا تُحل حتى لو توقفت عمليات الصيد. واحد من آخر التقارير المتخصصة التي تتناول مشكلة تناقص القمري كشف أن فقدان موائلِه الطبيعية أو أماكن تفريخه وانحسار غذائه في الدول الأوروبية هو العامل الأكثر أهمية في تناقصه في أغلب مناطق انتشاره. وأوضح التقرير أن هذا الطير في بريطانيا وحدها تجاوزت نسبة تناقصه 90 ٪ قياسا بذروة أعداده في أواخر ستينيات القرن الماضي. وأن التغيرات في طرق الزراعة في دولِ تفريخه أدت إلى انحسارِ نباتات تُنتج الحبوب والبذور وهي غذاء القميري، وبالتالي تسبب تناقص نوع غذائه مع تتابع السنين في انخفاض متوسط عدد الأفراخ التي ينتجُها كل زوجين من القمري إلى النصف تقريبًا. وفي واحدة من أحدث الدراسات جاء أن القمري تناقص في أوروبا بنسبة 80٪ منذ عام 1980م. إن مشكلة طير القمري الوديع أنه مطارد باستمرار من الصيادين بإسراف في كل مكان حتى من صيادين في دول أوروبية وبخاصة فرنسا وأسبانيا والبرتغال، فخلال سنين مضت سبقت عام 2018م كان يُصاد في هذه الدول الثلاث مليون طير قمري تقريبا في كل خريف. وهذا صيد غير مستدام أو صيد جائر. والمشكلة الأكثر تعقيدا أن الجهود أو المشروعات الهادفة إلى الحد من ظاهرة تناقص القمري تبدو حائرة لأن تطبيقَها يتطلب تعاونا بين كثير من الدول التي يقيم فيها أو يعبرها مهاجرا، وهذا التعاون لا يتحقق، لأن الجهود والأنظمة ذات الصلة بالحياة الفطرية أو الحياة البرية والصيد متفاوتة بين دولة وأخرى فضلا عن أن طير القمري مهاجر عابر لن يستقر في دولة واحدة ولن تكون انشطة حمايته موحدة عند كل الدول، بل يواجه مطاردات في معظم الدول التي يعبرها خلال هجرته من مناطقه الآسيوية والأوروبية خلال أواخر الصيف ذاهبا ليقضي الشتاء في أفريقيا ثم يعود في رحلة أخرى مع الربيع. ومن العوامل المؤثرة التي تجعل القمري لا يعود سريعا للتكاثر المطلوب أنه طير إحادي التزاوج، ولتوضيح ذلك فإن أنواعا من الطيور في معيشتها الفطرية يكفي ذكر واحد لمجموعة إناث يتزاوج معها وتتولى كل أنثى حضانة ورعاية الأفراخ بينما القمري يتزاوج الذكر في موسم التكاثر بأنثى واحدة فقط ولا ينصرف إلى غيرها من الإناث. ويتعاون زوجا القمري في حضن ورعاية الأفراخ، ويكون موسم التفريخ في أشهر فصل الربيع مع أوائل الصيف. وتضع الأنثى في العش من بيضة إلى ثلاث بيضات وفي الغالب بيضتين وينتج الزوجان ثلاث حضنات في كل موسم تزاوج وتفريخ. ويبقى الفرخ لفترة اسبوعين أو تزيد بحاجة للغذاء وهو سائل متخثر "يشبه الحليب" ينتجه الأبوان اللذان يضعان المنقار في فم الفرخ ليطعماه بالسائل إلى أن يبدأ في تعلم الطيران ثم ينطلق ليبحث عن غذائه من الحبوب والبذور مستعدا لرحلة الهجرة التي تبدأ مع أواخر فصل الصيف وتتركز في شهر سبتمبر. وكنت نشرت سابقا فيديو فيه حقائق ومعلومات جديدة ودقيقة عن طيران القمري خلال الهجرة بعد مراقبة عينات منه ثبتت منظمات متخصصة أجهزةَ صغيرة على أجسامها وتبث إشارات تُلتقط عبر الأقمار الصناعية. لم يعد مسموحا بصيد القمري في السعودية منذ عام 2021 م، وغرامة صيد القمرية الواحدة تبلغ 1500ريالا سعوديا في اجراء ومبادرة للحد من تناقصه وتهديده بالانقراض. لكن يرى المهتمون أن هذا من أسباب سفر بعض الصيادين في السعودية لغرض صيد الطيور المهاجرة في دول عربية في القارة الأفريقية لا تمنع صيد الطيور المهاجرة، مثل المغرب ومصر لغرض صيد القمري أو القميري، ويتردد أنها صارت تستفيد اقتصاديا من تلك الرحلات على الأقل في عائدات السياحة. إن حلول مشكلة التناقص الحاد لطير القمري أو غيره من الطيور المهاجرة المرغوبة للصيد تبقى مرهونة بتعاون دول كثيرة والتزامها جميعا باتفاقيات ومعاهدات دولية حول حماية الطيور المهاجرة، وأن تضع كل دولة على حدة تشريعات واجراءات محلية تساعد في تحقيق الغاية من المعاهدات. وهذا لا يحدث بشكل جماعي. ولا يبدو أن المشكلة ستُحل مع عدم توحيد وجدية اجراءات الحماية في الدول مجتمعة. ملاحظة: هناك من لا يفرق بين القمري وبين نوعين من اليمام، ولهذا عرضت في جزء من الفيديو الفرق بين الأنواع الثلاثة، وأضيف عن آنواع طيور اليمام هذه ما يلي: 1- اسم الطير في معاجم اللغة العربية: الدًّبْسِي. واسمه في اللغة الانجليزية: Laughing Dove واسمه العلمي: Streptopelia senegalensis والأسماء المحلية في السعودية: يمام النخل، اليمام الأحمر. 2- اسم الطير في معاجم اللغة العربية: الفَاخِتَة. واسمه في اللغة الانجليزية: Eurasian Collared Dove واسمه العلمي: Streptopelia decaocto والأسماء المحلية في السعودية: القُوْقِسي، القيسي، أبو طوق. 3- اسم الطير في معاجم اللغة العربية: القُمْرِي. واسمه في اللغة الانجليزية: European Turtle Dove واسمه العلمي: Streptopelia turtur والأسماء المحلية في السعودية: قُمْرِي، قميري، رقيطي، كْرُور، حمام النزل. قناة محمد اليوسفي