انطباق الفكر مع الواقع/ المنطق المادي/ المنهج الاستقرائي/ الأورغانون الجديد شرح مفصل 2آداب وفلسفة скачать в хорошем качестве

انطباق الفكر مع الواقع/ المنطق المادي/ المنهج الاستقرائي/ الأورغانون الجديد شرح مفصل 2آداب وفلسفة

اعتمد الانسان في العصور الغابرة على التأمل في فهم ما يقابله من ظواهر طبيعية ،وكان زاده من الخبرات والتجارب الفردية هو الطريق المعمول به لرسم صور وأشكال الدراسات ،لكن مع تقدم العصور تطور الانسان وفقا لهذه الوتيرة الزمكانية، فابتكر لذاته نسقا جديدا يسمى المنهج التجريبي ،الا أنه لم يتخلى على بعض الخبرات الأحكام المسبقة فهي تشكل بداية مناسبة ومسوغا عقليا قبل الشروع في النسق الاستقرائي ،هذا ما دفع بالعلماء و الفلاسفة الى أن يتجادلوا فيما بينهم فمنهم من يرى بأن التمسك بالأحكام المسبقة ضروري و لازم ومنهم من رأى بأنه لا داعي للاعتماد على هذه الأحكام لذلك طرح التساؤل الآتي: هل يمكن للفكر أن ينطبق مع الواقع وهو يأخذ بأحكام مسبقة أم لا ؟ يرى مؤيدو هذا الطرح أن الباحث قبل أن يباشر في خطوات المنهج التجريبي وجب عليه أن يكون مسلما ومزودا بأحكام مسبقة جاهزة تساعده وتختصر عليه الكثير لذا يؤكد ((بوان كاريه)) قائلا: "ان التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن"، وتتمثل هذه الأحكام المسبقة في قائلا: "ان التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن"، وتتمثل هذه الأحكام المسبقة في: مبدأ السببية: وهو مبدأ عقلي يستعين به الاستقراء التجريبي ومعناه بأن كل ظاهرة موجودة في الكون متعلقة بظاهرة أخرى أي أن هذه العلاقة هي رابطة (العلة بالمعلول) والعلاقة بينهما ضرورية، ووجودها في العقل سابق للتجربة، مثال ذلك: حضور الغيوم سبب (علة) في نزول المطر مسبب(المعلول). كما أن (ج. س. ميل) قدم تفسيرا لمبدأ السببية العام حيث لا يعتبره مبدأ فطريا مثل الفلاسفة العقلانيين ولا يقلر بصدقه الا اذا أكدته الطرق الاستقرائية أي وفق للمنهج الاستقرائي وأضاف لها قوانين عملية سماها بقواعد الاستقراء، وهي: قانون التلازم في الحضور: يعني أن و جود العلة يلزم عنه بالضرورة وجود المعلول، مثال وجود السحب يؤدي الى وجود المطر. قانون التلازم في الغياب: يعني أن غياب العلة يلزم عنه بالضرورة غياب المعلول مثال غياب الغيوم يؤدي الى غياب المطر. قانون التلازم في التغير النسبي: يعني كل تغير يطرأ على العلة يلزم عنه بالضرورة تغير في المعلول، مثال فكثافة الغيوم أو نقصانها يلزم عنه بالضرورة زيادة أو نقصان في نسبة الأمطار. قانون البواقي: تعني أن العلة المتبقية هي ملازمة للمعلول المتبقي مثال اذا كان لنا ثلاث مواد خام ولا نعرف نوعها لكن لنا معلومة حولها و غير دقيقة فالمادة الأولى حديد و الثانية رصاص و الثالثة نحاس فاذا قمنا بالتجريب عليه ظهرت المادة الأولى على أنها حديد و ظهرت الثانية رصاص أما المتبقية فهي بالضرورة ستكون نحاس. مبدأ اطراد الظواهر: وهو مبدأ عقلي يعني مبدأ انتظام الظواهر يعرف من خلاله الانسان والتتابع المتكرر بين الظاهرة وأخرى، وانكار هذا المبدأ يعني السير نحو الفوضى واللامعقولية، مثال ذلك: نحن نرى الشمس تشرق كل يوم أي كل صباح في زمن معين ومكان معين وتغيب في زمان ومكان محدد بانتظام دون عشوائية هذا ما عبر عنه ((جون ستيوارت ميل)) عندما قال: "الاطراد مبدأ كان لابد من اتخاذه مقدمة نهائية ترتد اليها كل العمليات الاستقرائية". وأخيرا يذهب ((غوبلو)) إلى القول : "بأن العالم متسق ، تجري حوادثه على نظام ثابت وأن نظام العالم كلي وعام فلا يشذ عنه في المكان حادث أو ظاهرة فالقانون العلمي هو إذن العلاقة الضرورية بين الظواهر الطبيعية" مبدأ الحتمية: وهو مبدأ عقلي ومفاده أن حضور نفس الأسباب يأدي حتما وبالضرورة الى نفس النتائج أي أن الظاهرة يتحتم وقوعها متى توفرت أسبابها، ويستحيل أن تقع مع غياب هذه الأسباب وهذا المبدأ ينفي القول بالصدفة، الطفرة والعشوائية، كما يثبت مبدأ الحتمية بأن العلم لا يمكن أن يسير الا بالحتمية وأن هذا المبدأ الأخير هو بديهي في أي انطلاقة علمية ومعرفية لهذا يؤكد ((بوان كاريه)) قائلا: "العلم حتمي بالبداهة" ((نيوتن)) في القاعدة الثانية من أسس تقدم البحث العلمي و الفلسفي : " يجب أن نعين قدر المستطاع لنفس الآثار الطبيعية نفس العلل "