خلاصة تاريخ إسبانيا скачать в хорошем качестве

خلاصة تاريخ إسبانيا

#تاريخ#إسبانيا #الإمبراطورية_الإسبانية #على_مر_العصور في القرن الثامن قبل الميلاد، وصل الفينيقيون إلى السواحل الجنوبية، وأسسوا مراكز تجارية مثل "قادِس". تبعهم الإغريق، ثم جاء القرطاجيون الذين بسطوا نفوذهم على مناطق واسعة، حتى اندلعت الحروب البونيقية مع روما. بانتصار الرومان في الحروب البونيقية، بدأت إسبانيا الرومانية، حيث أصبحت منطقة مهمة جدًا في الإمبراطورية. جلب الرومان معهم اللغة اللاتينية، والقوانين، والعمارة، والطرق، ولا تزال آثارهم شاهدة على ذلك في مدن مثل طركونة وقرطبة وميريدا. مع انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس الميلادي، دخلت شبه الجزيرة الإيبيرية في حالة من الفوضى. استغل القوط الغربيون هذا الوضع، وسيطروا على البلاد، وأسسوا مملكة مسيحية امتدت حتى القرن الثامن. لكن في سنة سبعمائة وأحد عشر ميلاديًا، عبرت جيوش المسلمين من شمال إفريقيا بقيادة طارق بن زياد، وهزمت القوط الغربيين في معركة وادي لكة، لتبدأ فترة جديدة في تاريخ إسبانيا، وهي فترة الأندلس. خلال قرون من الحكم الإسلامي، أصبحت الأندلس واحدة من أكثر المناطق ازدهارًا في أوروبا. ازدهرت العلوم، والفنون، والهندسة، والزراعة، والطب، وظهرت مراكز حضارية عظيمة مثل قرطبة، وغرناطة، وإشبيلية. في المقابل، بدأت الممالك المسيحية في الشمال سلسلة من الحملات العسكرية لاستعادة الأراضي، فيما عُرف بـحروب الاسترداد، والتي استمرت ما يقرب من ثمانية قرون. بحلول القرن الخامس عشر، كانت معظم الأراضي الإسبانية قد استُعيدت من المسلمين، ولم يتبقَ سوى مملكة غرناطة. في هذا الوقت، تزوجت إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة من فرناندو الثاني ملك أراغون، وبهذا الاتحاد تم توحيد إسبانيا سياسيًا. وفي عام ألفٍ وأربعمائة واثنين وتسعين، سقطت مملكة غرناطة، وأُعلن رسميًا انتهاء الحكم الإسلامي في إسبانيا. وفي نفس العام، دعم الملوك الكاثوليك رحلة كريستوفر كولومبوس التي أدت إلى اكتشاف "العالم الجديد"، وبدأت بذلك حقبة جديدة في تاريخ البلاد. ومع السيطرة على مناطق شاسعة في أمريكا الجنوبية والوسطى، وأجزاء من آسيا وأفريقيا، بدأت الإمبراطورية الإسبانية بالتوسع لتصبح واحدة من أكبر وأقوى الإمبراطوريات في التاريخ. وفي عهد الملك فيليب الثاني، وصلت الإمبراطورية إلى أوجها، وسيطرت على مناطق في إيطاليا، وهولندا، وألمانيا، وأجزاء من فرنسا، وأقاليم ما وراء البحار. ونتيجة لذلك، أصبحت مدريد مركزًا سياسيًا وثقافيًا مهمًا. ولكن بالرغم من هذا الازدهار، كانت هناك تحديات كبيرة، مثل الحروب مع إنجلترا، والتمردات الداخلية، والأزمات الاقتصادية التي بدأت تُضعف الإمبراطورية تدريجيًا. وفي القرن التاسع عشر، دخلت البلاد في حالة من الفوضى، خاصةً مع الاحتلال النابليوني عام ألفٍ وثمانمائة وثمانية، والذي أدى إلى اندلاع حرب الاستقلال الإسبانية. وفي الوقت ذاته، اندلعت ثورات استقلال في أمريكا اللاتينية بقيادة زعماء مثل سيمون بوليفار، مما أدى إلى فقدان إسبانيا لمعظم مستعمراتها في القارة الأمريكية. شهد هذا القرن أيضًا نزاعات داخلية عنيفة، مثل الحروب الكارلية، وصراعات بين الليبراليين والمحافظين، ومحاولات متكررة لتثبيت الحكم الملكي أو إقامة جمهوريات. في فبراير من سنة ألفٍ وثمانمائة وثلاث وسبعين، أعلنت إسبانيا قيام الجمهورية الأولى. كانت تجربة قصيرة وفاشلة، عانت من فوضى سياسية وانقسامات داخلية، ولم تنجح في تحقيق الاستقرار أو الإصلاح، وانتهت سريعًا بعودة الملكية. في عام ألفٍ وتسعمائة وواحد وثلاثين، أُعلنت الجمهورية الثانية الإسبانية، لكنها أيضًا لم تدم طويلًا، حيث اندلعت عام ألفٍ وتسعمائة وستة وثلاثين واحدة من أبشع الحروب الأهلية في أوروبا بين القوميين والجمهوريين. وانتهت الحرب عام ألفٍ وتسعمائة وتسعة وثلاثين بانتصار فرانسيسكو فرانكو، الذي أسس نظامًا ديكتاتوريًا استمر أكثر من خمسة وثلاثين عامًا. خلال حكمه، تم قمع المعارضة، والحد من الحريات، لكن الاقتصاد شهد بعض التحسن في الستينات. بعد وفاة فرانكو عام ألفٍ وتسعمائة وخمسة وسبعين، أعيد الملك خوان كارلوس الأول إلى العرش، وبدأت مرحلة الانتقال الديمقراطي، حيث تم إقرار دستور جديد عام ألفٍ وتسعمائة وثمانية وسبعين، وتحولت إسبانيا إلى ملكية دستورية. اليوم، تُعد إسبانيا دولة ديمقراطية حديثة، وعضوًا مؤسسًا في الاتحاد الأوروبي. تمتلك بنية سياسية مستقرة، وتنقسم إلى سبع عشرة منطقة ذات حكم ذاتي، منها كتالونيا والباسك، اللتان تتمتعان بهويات ثقافية مميزة. تواجه إسبانيا تحديات مثل الحركات الانفصالية، والبطالة، والهجرة، لكنها في الوقت نفسه دولة غنية بالتراث، ومؤثرة ثقافيًا وسياحيًا، وتلعب دورًا محوريًا في السياسة الأوروبية والعالمية.