جحا و الخباز الفاسد الذي يخلط الدقيق بعلف الحيونات و يرشي المحافظ скачать в хорошем качестве

جحا و الخباز الفاسد الذي يخلط الدقيق بعلف الحيونات و يرشي المحافظ

في قريةٍ بعيدة يلتقي فيها الغبار برائحة الخبز الساخن، اشتعلت معركةٌ لا تُشهر فيها السيوف، بل الأرغفة. اجتمع الناس أمام فرن القرية منذ الفجر، يتدافعون كما لو كانت الحياة نفسها تُوزّع في شكل رغيفٍ مُسطّح يخرج من جوف النار. الباعة يصرخون، الأطفال يركضون، والطحين يتطاير كغبار معركةٍ بين جوعٍ قديم وطمعٍ لا يموت. وسط هذا الضجيج يظهر صاحب الفرن، رجلٌ يظنّ نفسه سلطان القمح، يرفع الأسعار كلما تغيّر اتجاه الريح، ويقسم أيمانًا لا تُقنع حتى خُبزةً يابسة. ومع شمس الظهيرة تتفجّر المواقف الكوميدية: رجل يحاول التسلل إلى مقدمة الطابور بحجة أنّ خبزه بحاجة إلى «تنفّس عاجل»، وامرأة تُعلن أنّ رغيفًا سقط أرضًا فعمّ الهرج، بينما تتربّص الدجاجات على الأعتاب لسرقة الفتات. القصة ليست عن الخبز وحده، بل عن الناس حين يجتمعون حول شيءٍ يعتقدون أنّه نادر، وكيف يكشف الطابور أسرار النفوس أكثر مما يكشفه الليل الطويل. بعد الضحك يأتي الدرس: الجوع ليس جوع بطون فقط، بل جوعُ نفوس تبحث عن نصيبها ولو كان على حساب جيرانها.