الفانتازيا على لحن لتوماس تاليس لرافيل فوغان ويليامز / أداء : برايدن تومسون وأوركسترا لندن. скачать в хорошем качестве

الفانتازيا على لحن لتوماس تاليس لرافيل فوغان ويليامز / أداء : برايدن تومسون وأوركسترا لندن.

تُعد الفانتازيا على لحن لتوماس تاليس (1910) واحدة من أروع المؤلفات في الموسيقى الإنجليزية الحديثة، إذ جمعت بين جمال الروحانية القديمة وابتكار الأسلوب الأوركسترالي الجديد، لتصبح علامة فارقة في مسيرة رالف فوغان ويليامز وفي النهضة الموسيقية الإنجليزية في مطلع القرن العشرين. اعتمد ويليامز فيها على لحن توماس تاليس من القرن السادس عشر المكتوب في السلم الفريجي، وهو ما أكسب العمل طابعًا قديمًا وساحرًا (قروسطي) يبتعد عن الثنائية التقليدية الكبرى/الصغرى في الموسيقى الرومانسية. هذا الاختيار خلق جوًا روحانيًا يربط بين موسيقى عصر النهضة ورؤية حداثية معاصرة. قسّم ويليامز الأوركسترا إلى ثلاث مجموعات: أوركسترا كبيرة، مجموعة أوتار صغيرة توضع بعيدًا أحيانًا، وربع أوتار منفرد. هذا التوزيع المبتكر جعل الأصوات تتحاور عبر الفضاء وكأنها تتناثر في كاتدرائية أو عبر طبيعة مفتوحة، مانحًا العمل عمقًا معماريًا وحركة مستمرة بين الكثافة والشفافية. الموسيقى تتنقل بين لحظات تأملية ساكنة وانفجارات لحنية عظيمة، وكأنها رحلة داخلية بين التأمل والرهبة والسمو. لذلك ارتبطت الفانتازيا بالبعد الروحي، رغم أنها ليست موسيقى دينية صريحة. كتب ويليامز العمل عام 1910 وقدم عرضه الأول في مهرجان الكورالات الثلاثة في كاتدرائية غلوستر. جاء ذلك في لحظة حاسمة لمسيرته، إذ كان منشغلًا بجمع الأغاني الشعبية الإنجليزية ودراسة موسيقى عصر النهضة. لقاؤه بلحن تاليس خلال عمله على الترنيمة الإنجليزية (1906) ألهمه هذا المزج بين التراث القديم والرؤية الحديثة، في إطار النهضة الموسيقية الإنجليزية التي أرادت تأسيس صوت وطني بعيد عن الهيمنة الألمانية. عن الحس الرعوي الإنجليزي : .غالباً ما تُرتبط هذه القطعة بالتقليد الريفي الإنجليزي، وهو تيار موسيقي وثقافي ساهم فاوغان ويليامز في ريادته. فالفانتازيا تستحضر صور التلال المتموّجة، والكنائس العتيقة، وجمال الريف الهادئ. انسيابها الواسع والعضوي يعكس الطبيعة نفسها، إذ تبدو ألحانها وكأنها تنمو وتتفتح مثل مشهد طبيعي يكشف عن نفسه تدريجياً أمام المستمع. هذا الحس الريفي ليس مجرد زخرفة، بل هو تعبير عميق عن إيمان فاوغان ويليامز بالموسيقى كوسيلة للاتصال بروح المكان وأهله. استدعاء المكان: الألحان المتدفقة والنسيج الأوركسترالي الرحب يعكسان رحابة المناظر الطبيعية. تأثيرات شعبية ورعوية: رغم أنها لا تقوم على لحن شعبي، فإن روح الغناء الشعبي البسيط واضحة فيها. البعد الروحي للأرض: الموسيقى تُشعر المستمع وكأنها صدى لأزمنة ماضية تتحدث من قلب الريف الإنجليزي. إلهام شخصي: نزهاته في غلوسترشاير وارتباطه العميق بالريف والكاتدرائيات القديمة شكّلا مصدر إلهام مباشر للعمل.