@ عالَم السماوات في مُخيلة الأقباط في العصور الوسطى"قراءة في مخطوط قبطي صعيدي" скачать в хорошем качестве

@ عالَم السماوات في مُخيلة الأقباط في العصور الوسطى"قراءة في مخطوط قبطي صعيدي"

وفاء عبد الرحيم عبد الوهاب إن السماوات وما هو كائن بها قد شغف قلب الإنسان، وشغل عقله منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا، لذا فإن هناك نصوصًا كثيرة تدور حول كيف فكر القبطي قديمًا في السماوات وعددها وطبقاتها، وكيف عرَض لهذا في سياق أدبي من خلال النصوص الأبوكريفية التي تعبر عن فكر شعبوي، فمنها نصوص تحوي في طياتها أساليب أدبية بعينها، وكمثيل لهذه النصوص النص الذي تركز عليه المحاضرة وهو نص يرد في المخطوط القبطي الصعيدي (7026) المحفوظ في المكتبة البريطانية بلندن والمُكتشف في بدايات القرن العشرين في منطقة "إسنا ــ إدفو" ويرجع تأريخه إلى عام (1005م) أي أنه يعود إلى العصر الفاطمي بمصر، تحديدًا فترة خلافة الحاكم بأمر الله؛ لذا فمن المُثير دراسة نص كهذا منسوخ في هذه الفترة التاريخية، وهو نص يُعبر عن فكر القبطي حول إدارة السماوات، وطُغمات الملائكة بها، تعاقب الليل والنهار، خلق آدم وحواء، ماهية شجرة معرفة الخير والشر، هل الإنسان مُخير أم مُسير في الخطيئة والصلاح؟ وبمقارنة النص القبطي الصعيدي المرقوم (7026) آنف الذكر بنصوص من المخطوطات القبطية الأخرى والتي تناقش أسرار الحياة الآخرة وتجيب بوضوح عن سؤال: ماذا بعد الموت؟ وتتضمن وصف للجحيم والعقوبات المخيفة للأشرار كي يفيق الإنسان من غفلته، وبعضها تشتمل على المكافآت العظيمة التي تنتظر الأبرار في النعيم، حتى يفعل الإنسان كل ما في وسعه كي ينالها؛ من خلال هذه الدراسة المقارنة يُمكن الوقوف على الأساليب الأدبية لهذه النصوص، وتقاطعها مع بعضها البعض، وشرح تراكيب هذه الأساليب وسماتها.