أمسية بقاء - قصيدة سأغادر شعر بيان السيد - عود جميل وزير - غيتار نزهت نمر скачать в хорошем качестве

أمسية بقاء - قصيدة سأغادر شعر بيان السيد - عود جميل وزير - غيتار نزهت نمر

سأبيعُ ضميري بتذاكرْ و أسافِر مع أول طائرْ... متجهاً للغرب الفاجرْ... وسأترُك بيتي وجدودي وحواجزَ أمني وحدودي... كي أزرع في الغرب وجودي سأخلف شعبي بالمحنِ مرميّاً ما قبل الزمن ِ يتمتّع في أرضِ الوطنِ يتسكّع في الوطنِ الأكبرْ و بوحلِ الفاقةِ يتكبرْ موعوداً بجنانِ الكوثرْ إن سبّح بالحمدِ... وأكثر.... وسأتركُ للآخر أرضي وصلاة النافلِ والفرضِ وسأنسى.. إيقاع نشيد.. مختار الحارة يسترضي لست المرتد ولا الكافرْ لكني في الوقت الحاضرْ مضطربٌ... مسلولٌ... حائرْ مقهورٌ يفرحُ بالقاهرْ من شعبٍ بالتربِ مفاخرْ يتمدّدُ بخليجٍ ثائرْ.. ومحيطٍ جبارٍ هادرْ يحيا في يأسٍ.. وخمورٍ... ونساءٍ.. ودخان سجائرْ فرحاً بالهامش.. مسرورا يمتلئ هناءً وحُبورا بظلامٍ يسعُ المعمورة سأخلّف تربةَ أوطاني وخميلَ حقوقِ الانسانِ لجنانِ الميسرِ والمُنكَرْ ونساءٍ باللونِ الأشقرْ بمذاقٍ كشرابِ السكرْ... سيُعيدُ إلى الكونِ كَياني قد أعملُ في كنسِ الطرقِ وأسربلُ جبهي بالغرقِ.. لكني... قد أروي شبقي ببلادٍ تحفظُ أفكاري وتزيل رقابةَ أشعاري وتعيد من الكفِّ قراري لأسيرَ بصفِّ الأحرارِ لن أرجعَ يوماً لن أرجع للحالِ المأفونِ المُفزع سأكسُرُ مهدي... وسأقلع تكفيني أيامُ طُفولة وسنينُ شباب ككهولة برغابٍ كُثُرٍ مقتولة قد أفقد فيروز صباحا أشتاقُ ورودا وأقاحا وأحنُّ لبيتٍ ومساكنْ وهدوءٍ ليليٍّ فاتنْ وأعودُ من الصفرِ... ولكن... سأكون طليقاً مرتاحا لن أصغي لندائك أمي في أني أتجرَّعُ سُمِّي إذ أنهي بالغربة هَمي سأبادلُ بالسرِّ العلنَ وبقائي لن يقي الوطنَ من هجمةِ عدوانٍ أرعنْ من جهلٍ منتشرٍ مُتقَنْ يحتاجُ شفاؤه... ألفَ سنة أمّاه... بربكِ يكفيني أرتالَ دموعٍ وأنين.. فبقائي... لن ينفَعَ أحدا وغيابي... لن يلحظَ أبدا سأغادر... وسأترك وطني في قلب المحنة منفردا فلديه مئات المليون تقتات بلهوٍ ومجونِ وتصلي في كل مساءٍ لزوالِ الحالِ الملعون ... مهلاً.. مهلاً.. في الأفق أنين صدى.. من قلب سكون الأرض.. بدا صوتٌ من شجرٍ وجداولْ وزنادٍ خاوٍ... وسنابلْ من دربٍ.. ورمادِ مَشَاعلْ.. صوتٌ يترددُ من بلدي صوتٌ بأُجاجِ القهرِ ندي يمضي كالموجةِ في جسدي ويقولُ بنبضٍ مطردٍ ما جاءَ تخلف أمتنا إلا... من مثلك يا ولدي