أسلوب الأمر وأغراضه البلاغية скачать в хорошем качестве

أسلوب الأمر وأغراضه البلاغية

هو طلب فعل الشيء على وجه الاستعلاء أي أن الآمر يَعُد نفسه أعلى من المخاطب . وينقسم الأمر إلى حقيقي ومجازي فالأمر الحقيقي مثل قول المعلم لطلابه اقرؤوا القصة . فلو تأملت المثال لوجدت المثال يشتمل على صيغة أمر وهي اقرؤوا يطلب بها على وجه التكليف والإلزام حدوث شيء لم يكن حاصلا وقت الطلب وهو القراءة ثم إذا امعنت النظر رأيت طالب الفعل فيها أعلى شأنا ممن طَلب الفعل منه وهذا هو الأمر الحقيقي فالأمر الحقيقي يدل على طلب حصول شيء من المخاطب على وجه الاستعلاء . بينما الأمر المجازي : لم يستعمل في معناه الحقيقي وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء من الأعلى للأدنى إنما خرج عن معناه الأصلي ليدل على أغراض بلاغية يدركها السامع من خلال السياق مثل قوله تعالى : ربنا اغفرلنا ذنوبنا " ففعل الأمر " اغفر " هنا لا يراد معناه الأصلي لأن العبد لا يأمر ربه إنما يراد بها معنى مجازيا وهو الدعاء . ولأسلوب الأمر أربع صيغ وهي : 1. الصيغة الأولى : الفعل الأمر مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت " فالجملة السابقة من الحديث أسلوب الأمر و وقد جاءت صيغة الأمر في الحديث عن طريق الفعل الأمر وهو اتق . 2. الصيغة الثانية : الفعل المضارع المقرون بلام الأمر مثل قوله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " فأسلوب الأمر هنا هو ليكرم وقد جاءت صيغة أسلوب الأمر هنا مكونةً من الفعل المضارع يكرم المقترن بلام الأمر قبله التي اعطته معنى الأمر على الرغم من كونه فعلا مضارعا . 3. الصيغة الثالثة : المصدر النائب عن فعله مثل قوله تعالى : " فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَــضَرْبَ الرِّقَابِ " فأسلوب الأمر هنا هو ( ضرب الرقاب ) وقد جاءت صيغته مصدرا نائبا عن فعله ، فالمصدر ضرب هو مصدر نائب عن فعل الامر اضربوا فتقدير الكلام فإذا لقيتم الذين كفروا فاضربوهم ضرب الرقاب . 4. اسم فعل الأمر مثل : عليك بتقوى الله . فاسم الفعل الامر هو عليك بمعنى الزم قد أدى دور فعل الأمر الحقيقي وكأن تقدير الجملة الزم تقوى الله . • الأغراض البلاغية لأسلوب الأمر . قد يخرج الأمر عن معناه الحقيقي وهو الامر على وجه الاستعلاء إلى معنى مجازي يفهم من سياق الكلام ومن هذه المعاني المجازية : الدعاء و النصح والإرشاد الاباحة التعجييز التخيير التمني الغرض البلاغي الأول : الدعاء ويكون ذلك عندما يكون الأمر من العبد إلى ربه مثل قوله تعالى : " رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري " فالفعلان اشرح ويسر أفادا غرضا بلاغيا وهو الدعاء إذا لا يصح أن يأمر الأدنى الأعلى منه فما بالنا بأمر الإنسان الله تجلى في علاه . الغرض البلاغي الثاني : النصح والإرشاد : ويكون ذلك عندما يكون الأمر من الأعلى إلى الأدنى من البشر و فيه فائدة تعود على المخاطب مثل دع من أعمال السر ما لا يصلح لك في العلانية . فالأمر من خلال الفعل دع أفاد النصح والإرشاد لأنه يترتب عليه منفعه للمخاطب . الغرض الثالث : التعجيز ويكون ذلك عندما يكون الامر يستحيل القيام به لأن المأمور يعجز عن تنفيذه مثل قوله تعالى : " هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه " فلا شك أن البشر عاجزُ ان يخلق شيئا فيكون الغرض من الأمر أروني هو التعجيز. الغرض الرابع : التخيير ويكون الغرض من أسلوب الأمر التخيير عندما يكون الأمر يتطلب اختيارا بين فعلين مثل قول الشاعر فعش واحدا او صل أخاك فإنه مقارف ذنبٍ مرة ة مُجانبه فالمخاطب يجب أن يختار بين الفعلين ( عش – صل ) فإما العيش وحيدا او صلةُ الأرحام . ولكن لاحظ أن المخاطب في التخيير لا بد أن يختار فعلا من الاثنين ولا يصح الجمع بينهما فالمخاطب هنا لا بد ان يختار بين عش أو صل ولا يصح أن يجمع بين العيش وحيدا وصلة الرحم . الغرض الخامس : الإباحة ويكون الغرض من أسلوب الأمر الإباحة لمن يعتقد عدم جواز الفعل و يباح فيها فعل الشيء أو تركه مثل قوله تعالى :" وكلوا واشربوا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر". فالأمر من خلال الفعلين كلوا – اشربوا قد أباحا للمسلم الأكل والشرب لقبل أذان الفجر أو ترك الأكل في الليل وهذا معنى الإباحة . والإباحة تعنى أن يجوز للمخاطب الجمع بين الفعلين أو اختيار أحدهما . فالمسلم له الحق في الأكل أو الشرب حتى الفجر أو الأكل والشرب معا . سادسا : التمني عندما يكون الأمر موجها إلى غير العاقل أو للمطالبة بشيء يستحيل تحقيقه مثل قول الشاعر : ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل فلا يمكن لليل أن يرد على الشاعر ويخاطبه .