У нас вы можете посмотреть бесплатно الفقارة تراث بلادي ...ميراث الأجيال или скачать в максимальном доступном качестве, видео которое было загружено на ютуб. Для загрузки выберите вариант из формы ниже:
Если кнопки скачивания не
загрузились
НАЖМИТЕ ЗДЕСЬ или обновите страницу
Если возникают проблемы со скачиванием видео, пожалуйста напишите в поддержку по адресу внизу
страницы.
Спасибо за использование сервиса ClipSaver.ru
الفقارة نظام تقليدي للري في الصحراء الجزائرية ارتبطت حياة سكان الصحراء بتوفر المياه لأنها سبب وجود الحياة في مناطق يشح فيها الماء، فاكتشفوا الفقارة، وهي أسلوب ري يمدّهم بالمياه التي يشربونها ويسقون بها مزروعاتهم من النخيل وغيرها مما يُعرف بالزراعة البينية المنتشرة بين بساتين النخيل في واحات الجزائر التي تشكّل جميعها مصدر رزقهم. الجزائر - يتميز الجنوب الغربي الجزائري بميزة خاصة لتوفير المياه بواسطة طريقة تقليدية تسمى الفقاقير، وهي أقدم مصدر مائي للسقي ساهم ومنذ قرون في إنشاء الواحات في منطقة تيميمون عاصمة إقليم قورارة حيث يمارس تسعون بالمئة من سكان المنطقة النشاط الفلاحي داخل الواحات القديمة وأراضي الاستصلاح الجديدة. ويبدو أن لفظ الفقارة حسب ما هو شائع، مشتق من الفقرة لأن المظهر السطحي للفقارة هو تسلسل الآبار على شكل العمود الفقري، تنساب من المناطق المرتفعة في اتجاه المنحدر الأرضي حيث نقطة البدء تكون البئر الرئيسية ذات العمق الأكبر والتدفق الأقوى، إلى أن تصل إلى سطح الأرض مستفيدة من قانون الجاذبية، وعندما يصل الماء إلى سطح الأرض يوزّع وفق نظام خاص. ويرتبط هذا النظام أساسا بالمناطق ذات الطبيعة القاحلة والجافة مما يفسر ظهور الفقاقير في العالم القديم، آسيا، وأفريقيا، إذ توجد أنظمة ري شبيهة بنظام الفقاقير في أفغانستان وتدعى الخيراص وفي إيران القناة، أما في اليمن الصهريج وفي جنوب تونس تحت اسم نقولة بينما في المغرب تعرف بالخطارة، زيادة على مصر والمدينة المنورة. تكافل اجتماعي اهتدى أهالي هذه المناطق إلى تقنية جذب المياه الجوفية وتصريفها إلى السطح عبر قنوات أفقية تحت سطح الأرض والمسماة بالفقارة وذلك لتوفر عوامل مثل المنخفضات الطبوغرافية الطبيعية، والعوامل الهيدرولوجية المناسبة واليد العاملة المتمكنة. ويعود تاريخ ظهورها بالصحراء حسب ما توصّل إليه الباحث حمادي أحمد الحاج، إلى القرن الثاني عشر الميلادي. ويجسد نظام الفقارة مبدأ التعاون الاجتماعي والتضامن بين الشركاء، ويتجسد ذلك في التعاون أثناء عمليات الحفر أو الصيانة التي يشارك فيها الجميع في عملية تعرف بـ”التويزة” وهي إجبارية على الجميع، بالإضافة إلى هذا، يحافظ الشخص على حقوقه من المياه تبعا لأدائه لواجباته ولقدرته على العمل الزراعي وفقا لمعاير حسابية دقيقة تحقق مبدأ المساواة والعدل بين كل المزارعين. تخطيط محكم في توزيع المياه وحسب الباحث هشام احميدة بن زيطة تتمثل خصوصية الفقارة في وظيفتها التي تعد اقتصادية بامتياز حيث لا تتطلب طاقة أو معدّات متخصصة في استخراج المياه من الأعماق ونقلها إلى مسافات بعيدة تزيد عن العشرات من الكيلومترات، إضافة إلى إمكانية التزوّد بالمياه على مدى أربع وعشرين ساعة دون انقطاع إلا في حالة حدوث خلل أو عطب في إحدى نقاط مسارها حيث يتم إصلاحه مباشرة من طرف جمعية الفقارة. تشتهر البعض من الفقاقير بأن ماءها يعالج المرضى، مثال فقارة أنهيل الموجودة ببلدية تمنطيط والمعروفة بعذوبة مياهها وفعاليتها العلاجية لأمراض الكلى. ما يقوله الناس عنها أنها تفتّت الحصى الموجود في الكلية، وأن المرضى الذين واظبوا عـلى شربها اختفت من كلاهم الحصى تماما. ويقول سكان المنطقة إن تحليلات مخبرية أجريت عـلى هـذه المياه، أثبتت أنها تفوق جودة المياه المعدنية، ولهذا يقصدها الناس من كل مكان للتزوّد من مائها. يقول سكان تمنطيط التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن أدرار عن تدفّق الناس على فقارة أنهيل، أهل الفقارة يرحبون بالجميع لأنهم يعتقدون أنهم يجلبون معهم البركة. ويرى الباحث أحمد جعـفري أستاذ بالجامعة الأفريقية بأدرار، أن الفقارة ارتبطت في حياة المجتمع الصحراوي بمعظم العادات والتقاليد المعروفة. فإذا حلّ ضيف بإحدى المناطق الصحراوية جيء له بماء الفقارة ليعاود المجيء إليها، لأنهم يعتقدون أن من شرب ماء فقارة عاد إليها ولو بعد مدة. تقنيات الفقارة تتكون الفقارة من نفق أو قناة أفقية جوفية تحت سطح الأرض عرضها يتغيّر من 50 إلى 80 سم، وعمقها يتراوح بين 90 إلى 150 سم، وسلسلة من الآبار الارتوازية حفرت عموديا للوصول إلى المياه الجوفية ترتبط في ما بينها على مستوى القاعدة بالنفق، أو القناة لتوصيل الماء بينها مع وجود انحدار بسيط يسمح بتدفق الماء عبر النفق ثم خروجه بواسطة ساقية ليوزع في ما بعد.ويتغيّر طول النفق الكلي لمجموع الفقاقير من مئات الأمتار ليصل أحيانا إلى بعض الكيلومترات، أما بالنسبة إلى فتحة البئر فتكون محاطة بالركام الناتج عن الحفر حتى يكون حاجزا أمام تسرب الرمال. ويشير الباحث مولاي عبدالله سماعيلي في دراساته حول الفقارة، إلى أنها تأخذ شكل منحدر باتجاه الواحات، وعند اقتراب المياه تمر بآبار قريبة من السطح تدعى “أغوسرو” ومنها يتدفق الماء ليصل إلى القسري، وعلى حافته توجد العيون وهي الوحدات المستعملة لصرف المياه من القسري باتجاه البساتين، بعدما يحدد نصيب كل عين بدقة متناهية من طرف “الكيال” وهو الخبير بأسرار وحسابات مياه الفقارة، وبعد الانتهاء من توزيع حصص المياه تحفظ الحسابات في الزمام، وهو السجل الخاص بتقييد عمليات التوزيع والكيل. ويشرح الباحث محمد بابا حيدة كيفية احتساب توزيع مياه الفقاقير، فبعد خروج الفقارة من الآبار وسيلانها فوق الأرض يشترك في مياهها جميع أهل القرية، ويوزع الماء على حساب الملكية من القلب المعروف بالقسرية وهي من حجارة، وآلة الكيل التي تسمى الشقفة أو الحلافة تصنع من النحاس مدورة، وقد تكون مستقيمة وهي ذات ثقوب ونوافذ، وتعتبر كل ثقبة كبيرة حبة، والثقبة الصغيرة قيراط أو أكثر، وأجزاء الفقارة تسمى بالحبة أو الماجن والحبة فيها 24 قيراطا. تبقى الفقارة في الجزائر شاهدا على إبداع الإنسان الصحراوي في تكييف الجغرافيا وفق طموحاته واستقراره، فضلا عن كونها تقنية تحتاج إلى تصنيف ضمن روائع التراث المادي العالمي، وتعتبر منطقة أدرار في الجزائر الوارث الحقيقي لهذه الأنظمة التي تعكس الإبداع الإنساني في الحصول على وموارد مائية باطنية تسمح باستمرار الفلاحة في الواحات للمئات من السنين.