خطبة عن الأب ، الأب ينسى دائما واليوم ووفاء له نذكره بخطبة скачать в хорошем качестве

خطبة عن الأب ، الأب ينسى دائما واليوم ووفاء له نذكره بخطبة

غدوتك مولودًا وعلتك يافعًا . . . تعل بما أدني عليك وتنهل إذا ليلةً نابتك بالشكو لم أبت . . . لشكواك إلا ساهرًا أتململ كأني أنا المطروق دونك بالذي... طرقت به دوني وعيني تهمل تخاف الردى نفسي عليك وإنها . . . لتعلم أن الموت حتم مؤجل فلما بلغت السن والغاية التي . . . إليها ما كنت فيـك أؤمـل جعلت جزائي منك غلظة وفظاظة . . . كأنك أنت المنعم المتفضل فليتك إذا لم ترعى حق أبوتي . . . فعلت كما الجار المجاور يعمل الاب اوسط أبواب الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال لنا: أنك لن توفيه حقه إلا في حالة واحدة: أتعلمون ماذا قال حبيبكم صلى الله عليه وسلم؟ قال: «لا يجزي ولد عن والده». يعني: لا يمكن أن توفي حق الأب إلا أن تجده مملوكًا فتشتريه فتعتقه, هنا تكون أديت حق الأب, من يستطيع أن يعمل هذا في هذا الزمن؟ إذًا لا يمكن أبدًا أن توفي حقه لأنك أيها الابن فيك ثلاث خصال ورثتها في أبيك: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الابن مجبنة مبخلة محزنة». الابن أنا وأنت أبناء «مجبنة» تجعل أبوك دائمًا خائف عليك منذ أن ولدت إلى أن يفارقك وهو يخاف عليك, يخاف عليك في تربيتك, يخاف عليك في رزقك, يخاف عليك في دراستك, يخاف عليك في عشرتك, يخاف عليك في كل شيء, حتى تفارق بعضًا لا يفرقكم إلا الموت وهو حزين عليكم, «مجبنة»: خائف عليك, «محزنة»: دائما تدخل في قلبه الحزن, لماذا؟ لأنه يخشى أن يقصر في حقك, في حياتك لا يريد أن يكدر خاطرتك كل ليلة ينظر إليك يحاول أن تنام وأنت آمن مطمئن. ثم بعد ذلك إذا افترقتما فإنه لا يحزنه شيء أشد من أن يراك بعيدًا عن ربه, أو بعيدًا عن طاعته, ثم ماذا؟ ثم قال: «ومبخلة» ما معنى: مبخلة؟ أي: أنه يحرم نفسه من لذات العيش لتنعم بها أنت, أنتم آباء لكم أبناء ألا تحرم نفسك أحيانًا من شيء تحبه لأنك تريده لابنك, هكذا كان أبوك, أنت الآن في زمن رخاء هو كان في زمن شدة. الأم أعطها حقها «أمك, ثم أمك, ثم أمك, ثم أبيك». لكن لا تنسى الأب, إذا كانت أمك قدمتك إلى العالم فالأب هو الذي يقدم العالم كله بين يديك, إذا الأم تمنحك الحياة فالأب يعلمك كيف تعيش في هذه الحياة, إذا الأم تحملك في بطنها تسعة أشهر, فالأب يحملك أنت وأمك العمر كله, إذا الأم تتأكد أنك لست بجائع فالأب يعلمك كيف أن لا تجوع, إذا الأم تحملك على صدرها فالأب يحملك على ظهره, إذا الأم تحمل عنك المسئولية فالأب يزرع فيك المسئولية, إذا الأم تحميك من السقوط فالأب يعلمك كيف تقوم بعد السقوط, إذا الأم تشعر بك وتحبك منذ ولادتك الأب لن تشعر به ولن تشعر بحبه إلا إذا أنت أحضرت أنجبت الأبناء, هنا تعلم كيف كان أبوك يحبك, الأم هي منبع الحنان لكن الأب هو منبع الأخلاق, الأب هو تلك الشمعة التي احترقت العمر كله من أجل أن تضيع السعادة لك ولأمك ولإخوانك, الأب هو الذي تغرب وابتعد عن أحبابه وأصحابه وأنس نفسه, لماذا؟ ليؤمن لك السرور أنت وأمك, الأب هو الذي تحمل الديون هم بالليل, وغم بالنهار, ما شكاه لك يومًا, بل إنه يأتي إلى البيت فيرمي الهموم كلها خلف الباب ثم يدخل إليك حتى لا يؤذيك بهمومه ومشاكله. أبوك هو سندك في الملمات خاصةً البنات هو الجدار الذي تستند إليه في حياتك, هو المركب الآمن في بحور الملمات, لذلك اليتيم في البشر يا كرام ليس الذي يفقد أمه, اليتيم في البشر هو الذي يفقد أباه في الحيوانات اليتيم هو يتيم الأب, أما في البشر لا اليتيم هو يتيم الأب, ثم بعد ذلك يتيم الأم, والله يحرق قلبك حال بعض الأنبياء تجد بعض الأبناء سبحان الله ليس له منطق طيب مع أبيه, لا يتكلم إلا بفظاظة, لا يتكلم إلا بغلظة, لا يحترم الأب, يرفع صوته على أبيه, لماذا يا أخي, لماذا, لماذا هذا الغلظة وهذا الجفاء ما الذي فعله بك أباك؟ لا يتحمل المسئولية تجد أن البيت فيه أربع خمس سيارات أمام الباب, ومع ذلك السائق هو الذي يقوم بمسئوليات البيت كلها أين الأبناء, والأب هو الذي يتابع المستشفيات وهو الذي يسدد الفواتير, وهو الذي يتابع متطلبات البيت, أين الأبناء؟ وأيضا هناك لا يسانده ولا يقف معه تجد الأب مثلًا أمضى العمر كله في غربة في تعب مدارس خاصة, مدرسين, فلما وصل إلى الذروة وبدأ ينتظر النتائج من الابن وإذا به عاطر خامل, لا يبحث عن عمل ولا يبحث عن وظيفة العمر كله وهو وبال على أبيه, أهكذا يكون بر الأب!. أيها الابن خذها مني وأقسم عليها إن أجمل هدية يقدمها الابن لأبيه: هو صلاحه, هو توفيقه, فأبوك ولو كان قاسيا, أبوك ولو طلق أمك, أبوك ولو عاملك بغلظة هو أبوك, لا تعرض عنه, تستطيع أن تغير الزوجة, تستطيع أن تنجب الأبناء, تستطيع أن تفعل كل شيء إلا الأب من أين تأتي بأبٍ جديد فما لك إلا هو, فاصبر وتعامل معه بالتي هي أحسن. أما البنات فأنتن الرحمة, اسمحوا لي أن أوجه رسالة إلى البنات: البنت هي الرحمة, هي طريقة الجنة, هي وردة حياة الأب, هي ماء وجه الأب, لماذا خصها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «من عال جاريتين فأحسن تربيتهما كن له وجاء من النار يوم القيامة». لماذا؟ لأنها الأهم والأعظم خطرا, البنت: البنت خاصة في هذا الزمن للأسف لما توظفن واشتغلن استغنينا عن الآباء, مالت إلى الأم كثيرًا خاصة إذا كان الأب لديه زوجة أخرى, ينسون الأب, لماذا يا أختي, لماذا يا بنتي, لماذا تلتفتين إلى أمك وتتركين الأب, أمك لازمتك العمر كله لماذا؟ لأن أباك أمن لها العيشة الطيبة من أجل أن تعيشين مع أمك, تغرب لتسعدين, وتألم لتفرحين, وجاع لتشبعين هذا الذي فعله أبوكِ معكِ, أبوكِ هو أصدق حضن تحتضنينه, أبوكِ هو مصدر عزكِ وفخركِ أمام زوجكِ وأمام الناس كلهم, أبوكِ هو الذي أغناك من الفقر, أبوكِ أجمل رائحة تشمينها هي رائحة عرقه, لماذا؟ لأنك تعلمين أن هذا العرق ما نزف إلا من أجل أن تسعدين, أبوكِ هو فارس أحلامك يوم كنت صغيرة, هو فرسك يوم أن كنت تلعبين على ظهره, هو الحضن الصادق الذي تحتضنينه وتعلمين أنكِ أحب الناس إليه. فيا أختي الفاضلة, ويا ابنتي الفاضلة استمتعي بهذا الأب قبل أن يرحل, سيأتي يوم ويرحل ثم بعد ذلك إذا رحل والله لتبكين عليه الدم قبل الدمع,.