У нас вы можете посмотреть бесплатно الدروس | الشريط [9] | شرح كشف الكربة في وصف أهل الغربة - الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي или скачать в максимальном доступном качестве, видео которое было загружено на ютуб. Для загрузки выберите вариант из формы ниже:
Если кнопки скачивания не
загрузились
НАЖМИТЕ ЗДЕСЬ или обновите страницу
Если возникают проблемы со скачиванием видео, пожалуйста напишите в поддержку по адресу внизу
страницы.
Спасибо за использование сервиса ClipSaver.ru
من قول الحافظ ابن رجب رحمه الله: وروى الـمبارك بن فضالة، عن الحسن أنَّه ذكر الغنيَّ الـمُترف، الَّذِي له سلطان يأخذ الـمال ويدَّعي أنَّه لا عقاب فيه، وذكر الـمبتدع الضَّال الَّذِي خرج بسيفه عَلَى الـمسلمين، وتأوَّل ما أنزله الله في الكفَّار عَلَى الـمسلمين، ثمَّ قال: سُنَّتُكُمْ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ بَيْنَهُمَا: بَيْنَ الْغَالِي وَالْجَافِي، والـمُترف والجاهل، فَاصْبِرُوا عَلَيْهَا رَحِمَكُمُ اللَّهُ، فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ كَانُوا أَقَلَّ النَّاسِ فِيمَا مَضَى وَهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ فِيمَا بَقِيَ: الَّذِينَ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَ أَهْلِ الْإِتْرَافِ فِي إِتْرَافِهِمْ، وَلَا مَعَ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي بِدَعِهِمْ، وَصَبَرُوا عَلَى سُنَّتِهِمْ حَتَّى لَقُوا رَبَّهُمْ، فكذاكمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَكُونُوا، ثمَّ قال: والله لو أنَّ رجلًا أدرك هذه النُّكُرات، يقول هذا: هَلُمَّ إليَّ، ويقول هذا: هَلُمَّ إِلَيّ، فيقول: لا أريد إلَّا سُنَّة محمَّد ﷺ، يطلبها ويسأل عنها، إِنَّ هذا ليُقرض له أجرٌ عظيم، فكذلك إِنَّ شاء الله فكونوا. ومن هذا الـمعنى ما رواه أبو نعيم وغيره عن كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ عن علي رضي الله عنه أنَّه قال: «النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَـجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ، أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيْلون مع كلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَؤُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ»، ثمَّ ذكر كلامًا في فضل العِلم إلى أن قال: « هَاهْ إِنَّ هَهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ - عِلْمًا لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً، بَلَى أَصَبْتُهُ لَقِنًا غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ، يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا، يَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللهِ عَلَى كِتَابِهِ، وَبِنِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ، أَوْ مُنْقَادًا لِأَهْلِ الْحَقِّ لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ، يَقْتَدِحُ الشَّكَّ فِي قَلْبِهِ، بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ، لَا ذَا وَلَا ذَاكَ، أَوْ مَنْهُوَمٌ بِاللَّذَّاتِ، سَلِسُ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ، أَوْ مُغْرًى بِجَمْعِ الْأَمْوَالِ وَالِادِّخَارِ، وَلَيْسَا مِنْ دُعَاةِ الدِّينِ، أَقْرَبُ شَبَهًا بِهِمَا الْأَنْعَامُ السَّائِمَةِ، كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ، اللهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ، أُولَئِكَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَدًا، الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ قَدْرًا، بِهِمْ يَدْفَعُ اللهُ عَنْ حُجَجِهِ، حَتَّى يَؤُدُوهَا إِلَى نُظَرَائِهِمْ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْأَمْرِ فَاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ الْمُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا مِمَّا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ، صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى، أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي بِلَادِهِ، وَدُعَاتُهُ إِلَى دِينِهِ، آهٍ آهٍ شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ» [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة 1/97]، فقسَّم أمير الـمؤمنين. فقسَّم أمير الـمؤمنين رضي الله عنه حملة العِلم إلى ثلاثة أقسام: قسمٌ هم أهل الشُّبهات وهم من لا بصيرة له من حملة العِلم، بل ينقدح الشَّكُّ في قلبه بأوَّل عارض من شبهه، فتأخذه الشُّبهه فيقع في الحيرة والشُّكوك ويـخرج من ذلك إلى البدع والضَّلالات، وقسمٌ هم أهل الشَّهوات وجعلهم نوعين؛ أحدهما: من يطلب الدُّنيا بنفس العِلم، فيجعل العلم آلة لكسب الدُّنيا، والثَّاني: من يطلب الدُّنيا بغير العلم، وهذا النُّوع ضربان؛ أحدهما: من همُّه من الدُّنيا لذَّاتها وشهواتها فهو منهوم بذلك سريع الإنقياد إليه، والثَّاني: من همُّه جمع الدُّنيا واكتنازها وادخارها، وكُلُّ هؤلاء ليسوا من دعاة الدِّين وإنَّما هم كالأنعام، ولهذا شبَّه الله تعالى من حُمِّل التوراة ثمَّ لم يـحملها بالحمار الذي يـحمل أسفارًا، وشبَّه عالِم السُّوء الذي أنسلخ من آيات الله وأخلد إلى الأرض واتَّبع هواه بالكلب، والكلب والحمار أخسُّ الأنعام وأضلُّ سبيلاً، القسم الثَّالث من حملة العلم: هم أهله وحملته ورعاته والقائمون بـحجج الله وبيِّناته، وذكر أنَّهم الأقلُّون عددًا الأعظمون عند الله قدرًا، إشارةً إلى قلَّة هذا القسم وعزَّته في حملة العلم وغربته بينهم.