دورة النظرية الحركية في السياسة الشرعية | التعريف بالنظرية (١ ) | د. محمد النوباني скачать в хорошем качестве

دورة النظرية الحركية في السياسة الشرعية | التعريف بالنظرية (١ ) | د. محمد النوباني

إن في هذا الزمان من القضايا ما يُشبه العُقد المستعصية، وما السياسة الشرعية إلا واحدة منها، كثُر فيها القول، وتباينت فيها الاتجاهات، وتاه فيها كثير من طلبة العلم والدعاة، فما بين من يرى أن النصوص عاجزة عن الإحاطة، ومن يدعو لفصل الدين عن السياسة، ومن يبني مشروعاته على آيات جزئية… ضاعت البوصلة، وضاعت معها مشاريع الأمة. في هذه الدورة جاء الدكتور محمد النوباني ليضع أمامنا ما سمّاه “النظرية الحركية في السياسة الشرعية”، لا ليُحدثنا عن التنظيمات أو الأحزاب، بل ليوقظ فينا الفهم الأصيل لحركة النص القرآني مع واقع النبي ﷺ، وكيف كان القرآن يسير معه خطوة بخطوة، يربيه، ويقود الجماعة المؤمنة، ويوجه الحدث، ويصوغ الموقف. يقول: لسنا بحاجة إلى فلسفة سياسية مستوردة، ولا إلى اجتهادات بشرية مبتورة، بل نحن بحاجة إلى أن نُعيد اكتشاف النص، لا كأحكام جامدة، بل كنصٍّ حيٍّ متحركٍ، يسير في الواقع كما سار في الزمن الأول، مع النبي ﷺ وصحابته. فهذا النص لم يكن سكونًا، بل كان حركةً حيةً تصوغ الأمة وتبنيها. فما معنى “اهدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ”؟ إنها ليست فقط دعاء، بل هي منهجٌ للحياة. مَن استقام على الصراط في الدنيا، نجا على الصراط في الآخرة. وكلما كنت أسرع في تطبيق أوامر الله هنا، كنت أسرع في عبور الصراط هناك. وهنا تأتي أهمية النظرية الحركية: فهي لا تبحث في التنظير المجرد، بل في كيف تتحرك الأمة وفق الوحي، كيف نضبط حركة الأفراد والجماعات على الطريق ذاته الذي سار عليه النبي ﷺ، لا نحيد عنه يمنة ولا يسرة، فالحيد يسيرٌ لكنه يوقع في الهاوية. ثم التفت الدكتور إلى الجرح المفتوح، إلى سؤال: ما سبب ارتباك الأمة؟ وأجاب بوضوح: السبب هو غياب مرجعية القرآن في العمل السياسي. أمة القرآن أصبحت تلتقي على المصالح، وتختلف على النصوص! نحتكم إلى الدساتير الوضعية ولا نستطيع أن نحتكم إلى كتاب الله! ولسان الحال يقول: أخرجوا القرآن من السياسة، لأن السياسة متسخة! نعوذ بالله من هذا المنطق المعكوس! ثم عرض علينا أربع تصورات شائعة في التعامل مع النصوص الشرعية في الواقع السياسي، وبيّن خللها: التصور الأول: أن النصوص لا تكفي لتفصيل الواقع السياسي المعقد، فنبقى مع العموميات. التصور الثاني: تحييد النصوص تمامًا بدعوى قدسيتها ونجاسة السياسة. التصور الثالث: بناء مشروعات كاملة على نصوص جزئية (كما تفعل بعض الجماعات المتطرفة). التصور الرابع: وهو ما يراه الدكتور النوباني الطريق الصحيح: أن النصوص فيها تفاصيل حقيقية، لكننا نحن من قصّر في اكتشافها، العيب فينا، لا في الوحي. إن الله الذي شرع لنا آداب دخول الخلاء، لا يمكن أن يُهمل أخطر مجالات الحياة، مجال الحكم والدماء والأموال. النصوص تحوي التفاصيل، ومنهجيًّا، يمكننا استخراجها، لكن بشروط وضوابط. ثم حدثنا عن الإضافة النوعية للنظرية الحركية، وقال: كما أضاف آينشتاين “الزمن” كعنصر رابع في فهم حركة الكون، فإننا نضيف البُعد الزمني – الحركي لفهم النص. نحن نقرأ النصوص غالبًا بمنطق اللغة والسياق، لكننا نهمل “حركتها”، كيف تنزلت، متى، ولمن، وكيف تفاعلت مع الواقع. وهذا هو الفرق الجوهري. النص عنده ليس مجموعة أوامر ساكنة، بل هو مشروع متكامل، يعيش مع الإنسان، يواكبه، ينتقل به من ضعف إلى قوة، من هزيمة إلى تمكين. فمعجزة القرآن ليست فقط في بلاغته، بل في حركته المعجزة، في قدرته على إعادة تشكيل الواقع عبر مراحل متدرجة. ثم ختم حديثه بالتعريف الجامع للنظرية: هي منهجية أصيلة، منبثقة من مرجعية القرآن والسنة، تقوم على الإيمان بشمولية النصوص التفصيلية، وقدرتها على ضبط حركة الجماعة المسلمة استراتيجيًّا ومنهجيًّا، وفق آليات تطبيقية دقيقة، تحقق وضوح الرؤية، وأصالة المرجعية، وفاعلية التغيير. مؤلفات و مواقع التواصل الخاصة بالدكتور محمد النوباني: https://linktr.ee/Mohammad_ALNobani #القرآن_الكريم #تدبر_آيات #التدبر_في_القرآن #القرآن_الكريم #تدبر_آيات #التدبر_في_القرآن #المنهاج #السيرة_النبوية #ترتيب_النزول #إمامة_الوحي #على_منهاج_النبوة #د_محمد_النوباني #محمد_النوباني#الحضارة_الإسلامية